تحليل جميع انواع اشارات الاسد
الاسد والاسود بعدة اشكال، راسي الاسد على بدن واحد الاسد ينكح اللبؤة كاملة او وجوه،
يدل على دفين ملكي فالاسد ملك ودفينه ملكي
اذا كان الاسد مجسم وموجود داخل مغارة ،وينظر الى شيء فان الدفين باتجاه نظره،
اما اذا كان نفر فيختلف الوضع حسب شكله والعلامات البارزة والفارقة فيه
اسد نفر يجلس على رجليه ويديه، قائمة تنظر باتجاه نظره
اسد نفر نائم يعني رجليه ويديه، تحته يكون دفينه تحته
تحليل اشارة الاسد
رمــــز الأســــــــد
الأســــــــد يـأتي بأشكال وأنواع مختلفة. ويعتبر الرموز الأكثر قدما للدلالة على القوة، الشجاعة، الشمس، الخلود، الزمن، كما أنه غالبا ما يجسد الحيوية والسلطة الحامية، فيكون في الغالب حارس الأبواب.
- فعندما يوجد تمثال من القرون الوسطى، لإنسان مضطجع وأرجله موضوعة على أسد، فهو رمز للقوّة ويتعلق ذلك حتما بملك أو فارس.
- وهناك العديد من الآلهة القديمة شعارها الأسد: منها واحدة تمثل على باب بابل، وذلك هو شعار "عشتار". وحتى لو كانت مستلقية عليه، كمظهر لعظمتها وقدرتها. وهناك أيضا: ربات مقرفصة على أسود ببلد سومر وسون (الألف الثالث ق.م)، وآلهة واقفة على أسد عند الحثيين (الألف الثانية ق.م)، وفي "أورارتو" و"آشور" (منذ الألف الأول ق.م) وهما بلدان تأثرا جدّا بالفن الحثي.
ونادرا ما تبدو تمثيلات الربة عشتار وهي تقف على أسد، كما في بابل أو في عيلام (الألفين ق.م)، وفيما بعد "عشتارتة" في فينيقيا، والربة "اللات"، في "هانزا" على الفرات.
وفي الفن الهندي، تبدو ملكة المعارك، إمرأة على أسد وهي تتخذ مظهرا مرعبا ل"الدورغا" وليست هي سوى "بارفاتي" واحدة من الربات، زوجات "شيفا".
- معركة الأسد والإنسان التي تبدو في الرسوم الجدارية من العصر الحجري، تتعدد في الشرق الأدنى القديم، ففي مصر كان الفرعون قد أمر بنقش صور مطاردته الظافرة للوحوش الكاسرة، وفي بلاد سومر، حيث أن "جلقامش" الملك الأسطوري يخنق بيديه العاريتين أسدا، مثلما هو الحال في أسطورة "هرقل" الذي يخنق أسد "نيميه"، فنلاحظ على إناء إغريقي أو أتروسكي، وعلى نقيشة فسيفساء أو نقود قديمة أو تحت شكل تمثال أو لوحة من عصر النهضة، وجود رجل مصارع وهو يحمل على الكتف أو الذراع اليسرى، ونادرا في اليد اليسرى، جلد أسد، ويقصد بهذا "هرقل".
وقد عمل ملوك "الحثيين" و"الأشوريين" و"الفرس الأشمينيين" و"البارتيين" على نحت صورهم، إما وهم يقتلون أسد في الصيد، و إما وهو يطعنون بخناجرهم وجها لوجه أسدا واقفا، وحسب رأي علماء الآثار فهي تمثل إنتصار الملك أو الفرعون على قوى الشرّ، وتظهره بمظهر الحامي لشعبه، أو لإبهاره وهو يعرض شجاعته وقوته. وهذه الصورة بدون شكّ، كانت معينة أيضا لتدعيم خضوع رعاياهم، وبتبسيط أكثر، فإن صورة الأسد وهو يجندل أحد "التراقيين" بمتحف شامون على الهاون، هي رمز لقوة روما حاكمة البرابرة.
وعند "السلت" يصور الأسد وهو يضع يده على رؤوس مقطوعة إذ كانت روح الموتى بالنسبة لهم، تعيش في الرأس المقطوع الذي ربما يحميه الأسد، وقد شوهد في الكنائس الرومانية "أترى لوديك" "شارليو" وفي الساكف أي أعلى الباب الذي يقابل العتبة من القسم المتهدم من كنيسة "سانت جرمان أوكسير" اسدين متواجهين من كل جانب لرأس مقطوع، ويضع كل منها قدمه على الرأس.
دلالات رمز الأسد تنقسم إلى:
1) الأسد رمز شمسي:
منذ أكثر العصور قدما تأكدت عبادة الأسد في النوبة وللآلهة الأسدية في مصر علاقة مع بلاد الجنوب منها "أبيديماك" فالأسد من إمبراطورية "ميرويه" المؤكد عليه من القرن الثالث ق.م وحتى القرن الثالث ميلادي، إلها للخصب كالشمس وهو يقدم باقة من الزهر أو السنابل ويمسك علامة الحياة وتلك هي رموز شمسية غالبا ما أستندت إليه.
ومنذ عهد رمسيس الثاني (13 ق.م) وجد البرميل الجنائزي لـ"خونصو" وهو يحمل أسدين مرسومين جالسين ظهرا لظهر، مع علامة الأفق المتضمنة الشمس المشرقة بينهما، فالأسد من الجهة اليمنى يعبد من قبل "خونصو" والأسد من الجهة اليسرى يواجه البقرة الإلهية "هاتور" وتؤكد "مدام ديسروش/نوبلكورت" أنه يتعلق برموز شمسية للأسود وليس برموز جنائزية بكونها ممثلة للإله "هورا أكهتي" الذي هو احد مظاهر الشمس، أما بالنسبة إلى مومياء خونصو فهي ممددة على فراش بشكل أسد، الأمر الذي يوحي بتشميس الميت.
وتظهر الربة "سخمت" تحت شكل إمرأة ذات رأس لبؤة، معممة بقرص شمسي، وهي تشخص تاثير الحرارة الشمسية . وثمة مظهر مجاور قوي هو الربة "تانيت" ذات الرأس الأسدي بقرطاجة، وحتى العصر الروماني.
2)الأسد رمز جنائزي:
فالاسد معروف لدى القدماء كرمز للموت، وتصادف الأسود الجنائزية في العصور القديمة، بصفتها رموزا لقوة الموت منها واحد إغريقي وآخر روماني في نقش بارز، وغيرها في نقش بسيط على نواويس فينيقية ونواويس رومانية، وهي تشتهر بأنها رموز للخلود أو أنها لإمتلاك قوة سحرية لتحاشي المصير السيء هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهي تلاحظ في الأثار المسيحية تارة حارسة للمقابر، وتارة كدعائم للقبور في العصر الروماني.
3) الأسد رمز الزمن:
إن تماثيل إنسان برأس أسد بيده كرة مفهوم شمسي، وإذا كانت تجلله حية تعض ذنبها فغنه مفهوم للأبدية وهي رموز للزمن اللانهائي، المعروف لدى الفرس و"ذيرفان" و"أيون" أو "كرونوس" عند الإغريق و "ساتوران" لدى اللاتين ويدل فم "السنتور" المفتوح قليلا و المنكشف عن فكين ضخمين على القوة المدمرة للزمن المفترس.
كذلك الأمر، فقد أظهرت حفريات أثرية في "كاستيللو غاندولوفو" منحوتات موضوعها المركزي رجل برأس أسد مع وجود رؤوس أسود على المعدة والركبتين، ووجود حيتين تشرئبان جانبا، وقد عرف هذا بأنه كذلك تمثال لإله الزمان.
هذه المفاهيم تتضمن رمز الخلود المشار إليه بالنسبة للأسود الجنائزية.
4) الأسد والماء:
العديد من رؤوس الأسود المنحوتة تزين حافة سطح المعابد الإغريقية والرومانية، وهي ذات شدق مفتوح مستخدم لتصريف مياه المزاريب، ولم تفعل أسلاف "ميازيبنا" شيئا سوى إستنساخ رؤوس أسود مشابهة مقامة على المعابد المصرية القديمة، مع أن البلاد هناك غير ممطرة، ويفسر هذا إما أنه كان لها دور حارس في الأساس، وإما لان الفيضان النافع للنيل كان يحصل عندما تكون الشمس في فلك الأسد، الذي كان يمكن إعتباره مسقطا للماء الخصب، إن الدور المريق "الساكب" لمشافز الأسد إستمر على الأنية الرومانية والغالو-رومانية المصنوعة من الفخار المشوي وعلى العديد من الينابيع في كافة العصور بما فيها العصر الحجري الحديث، ويعطي "هوغستروم" تفسيرا لهذه الممارسة عند الرومان بقوله: "كان من المقبول، أن مرور السائل عبر المشافز كان يطهره، وهذا مبني على واقعة أن المرور بالنار مرة ، الأسد يرمز للنار، ينفي الماء بما يعلق به ويصبح نطيفا للإستهلاك أو الإستعمال التطهيري وبدون شكّ فإنه يجب أن لا ننسى نافورة الأسود الشهيرة في الحمراء "غرناطة" (فن إسلامي من القرن 14).
5) الأسد حارس الأبواب:
في كثير من بلاد الشرق ومنذ العصور القديمة، يشتهر الأسد بأنه له دور حام وواق، وبهذا المعنى يحيط أسدان منحوتان بالتقابل باب القصور والمعابد، وكانت السلطة السحرية لهذه الأسود تمنع من دخول قوى الشرّ سواء أكانت بشرية أم إلهية إلى المعبد أو القصر. نذكر منها كتلك التي وجدت على معبد "داجان" في "ماري" (3000 سنة ق.م)، وكما هو الحال في النموذجين الموجودين في اللوفر اللذين يمكن مشاهدتهما بالقرب من قانون حمورابي، و"باب الأسود" للعاصمة الحسية "هاتوسا" و المسماة اليوم "بوغاز كوي" (أواسط 2000 ق.م)، وكذلك "باب اللبؤات" في "ميسنيا" باليونان المعاصرة، وهناك أسدان رومانيان يحرسان مدخل معبد "إيزيس الكبير" في جزيرة "فيلاي".
وقد إنتقلت عادة إستعمال الأسود كحارسة للأبواب إلى الغرب فيما بعد، وإستمرت عبر كلّ العصور. وغالبا ما كانت الأسود تحمل إسطوانة تعلو الرواق، وهي بدون شكّ كانت تسهر على رعاية الباب، وبهذا كانت ترمز للقوة، وتباعا سوف تدخل هذه الرموز الوثنية إلى المسيحية كغيرها.
وإستثناءا، وحسب التقليد المؤكد عليه في مصر أيام رمسيس الثاني، كان الأسد "خيا" يحرس باب القصر، وقد وجد هذا التقليد عند "نيفوس الحبشي"، وفي بعض الأحيان تحرس الأسود عرشا وليس بابا، فعرش "داغوبيرت"من القرن السابع ق.م محروس من قبل أربعة أسود تسنده، فنلاحظ أن الرمزية في حالة العرش موروثة من الألهة الأسيوية، سواء أكانت ذكورية أم أنثوية، "ربة الحيوانات" على الأغلب وبخاصة "سيبيل" الجالسة على العرش بين أسدين، وفي الواقع أن الربة "سيبيل" انتقلت من آسيا الوسطى إلى اليونان وبعدئذ إلى كل الامبراطرية الرومانية.
فكثيرا ما يشاهد في الاثار القديمة أسدان متقابلان في ختم، منحوتة، تمثال .... وغالبا ما يفصل بينهما شجرة: ويعني هذا أنهما يحرسان شجرة الحياة وجنة البابلين القدامى، وفي هذه الوظيفة كما في وظيفة حراسة الأبواب، كانت الأسود تبدل أحيانا بزوج من الحيوانات الأخرى، المتنوعة أو المخيفة، أو أن شجرة الحياة كانت تبدل بإسطوانة، هذا وقد تكون الرمزية فيها قد فقدت عندما بنيت حوالي القرن الخامس ق.م وعلى قلعة "مسيني" جرى تركيز أسدين على جانبي إسطوانة من الطراز "المنيوني". ويندر جدا رؤية أسدين أو لبؤتين متواجهين بدون شجرة حياة بينهما، وحتى لو كان لهما رأس واحد، هذا وإن دفع المواجهة حتى الإندماج الجزئي، هو موضوع شرقي قديم أعيد أخذه من جرة ذات عروتين "أترورسكية" ترجع إلى القرن الرابع ق.م موجودة في اللوفر، وفي بعض الكنائس الرومانية، منها ماهو في دير "موساك" على سبيل المثال.
6) الأسد في الفن الأيقوني المسيحي:
إن الأسود في هذا الفن عديدة، سواء أكانت مرسومة أم منحوتة، فصورة الراهب وهو يرفع شوكة من أسد، تعني القديس "جيروم"، وغالبا ما مثل وهو يصلي بالصحراء أو في سرداب وإلى جانبه أسد. وصورة الأسد أو الأسدين اللذين يحفران حفرة لميت، فتعني إما صورة القديسة "مادلين التائبة" أو القديس "بولس الراهب"، ويمثل الأسد أحيانا القديس "بليز" الذي كان في كلّ الأيام يبارك الوحوش الكاسرة التي كانت تزوره.
ويوجد على ناووس مسيحي من الرخام "أواسط القرن الثالث" نحت يمثل الراعي الصالح وهو يحمل غنمه على كتفيه وذلك بين رأسي أسد حيث أن الرمزية مزدوجة، فمن جهة أسود جنائزية، ومن جهة أخرى أسود تخاطر بإفتراس الغنم، وبالتالي هي أسود رموز للشرّ، ينتصر عليها الراعي الصالح "رمز المسيح".
وهناك رسوم ومنحوتات على جداريات دهاليز المقابر الما قبل المسيحية، بصورة عامة، وعلى رؤوس الأعمدة الرومانية، وهي تعود بشكل مألوف لقصة دانيال بين الأسود التي تقدم إحترامها، لأن دانيال في التوراة هو الممثل المسبق للمسيح ولإنتصار الخير على الشرّ.
وبصورة خاصة، فإن الأسد في النحت الروماني هو رمز للشرّ، سواء أكان تحت قدمي "المسيح" أو كان "شمشون" أو "داوود" ممسكا بشدقيه لقتله، وعلى تاج عمود من "فيزلاي" تبدو صورة الملك "داوود" وهو يروض بيديه العاريتين أسدا.